مسجد الحسن الثاني، الدار البيضاء: أربع حقائق مثيرة للاهتمام في ضوء الحضارة الإسلامية
مسجد الحسن الثاني، الدار البيضاء: أربع حقائق مثيرة للاهتمام في ضوء الحضارة الإسلامية

هل تعلم؟ - لم تكن المساجد في التاريخ الإسلامي مجرد أماكن للسجود فحسب، بل كانت أيضًا مراكز للمعرفة والثقافة ومظاهر العظمة الإلهية. أحد الشواهد على عظمة الإسلام في العمارة الحديثة هو مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب. فهذا المسجد الذي يبلغ ارتفاع مئذنته ٢١٠ أمتار ليس مجرد دار للعبادة فحسب، بل هو أيضاً انعكاس لقيم الإسلام السامية.

استناداً إلى معلومات من مصادر مختلفة، إليك أربع حقائق مثيرة للاهتمام تجعل من مسجد الحسن الثاني رمزاً لعظمة الإسلام في العصر الحديث:

١.) أطول برج في العالم: رمز من رموز الدعوة إلى الله
Masjid Hasan II Casablancaمئذنة المسجد في الإسلام ليست عنصراً معمارياً فحسب، بل هي أيضاً رمز للدعوة إلى الله. تقف مئذنة المسجد بشكل مهيب على شواطئ المحيط الأطلسي، ويبلغ ارتفاع مئذنة المسجد ٢١٠ أمتار، مما يجعلها أطول مئذنة في العالم. وهي ترمز إلى الأذان الذي يصل إلى السماوات والأرض، كما قال الله تعالى:

”ادْعُ النَّاسَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...“ (س. النحل: ۱٢٥)

كما أن البرج مزود بشعاع ليزر يشير إلى الكعبة، للتذكير بأن المسلمين جميعًا، أينما كانوا، لديهم قبلة واحدة مشتركة.

٢) مبني على المحيط: إحياء معاني الآيات القرآنية: إحياء معاني الآيات القرآنية
Masjid Hasan II Casablanca (1)ومن السمات الفريدة الأخرى لهذا المسجد موقعه الذي يقع جزء منه على مياه المحيط الأطلسي. وهذا يجلب الحياة إلى معنى قول الله تعالى:

”وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ“. (س. هود: ٧)

وبالإضافة إلى كونه يرمز إلى عظمة الله على الكون، توفر العمارة أيضًا تجربة روحانية فريدة من نوعها، حيث يمكن للمصلين أن يشعروا ببرودة وجلال المحيط أثناء العبادة. 

 

٣.) السقف المفتوح: رمز من رموز الانفتاح الإسلامي
يحتوي مسجد الحسن الثاني على سقف يُفتح تلقائيًا، مما يسمح لنور السماء بالدخول مباشرة إلى مكان الصلاة. وهذا يعكس انفتاح الإسلام على المعرفة ونور الحق، كما قال الله تعالى:

”اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...“. (س. النور: ٣٥)

تذكرنا هذه الميزة أيضًا بالمساجد المسقوفة بالسماء في العهد النبوي، حيث كان الصحابة يتعلمون ويتناقشون ويتعلمون ويتعلمون العلم. ولا يقتصر الأمر على الجمال فحسب، بل إن المساحة الداخلية لمسجد الحسن الثاني تتسع لـ ٢٥,٠٠٠ مصلٍ. بينما تتسع المنطقة الخارجية في باحة المسجد لما يصل إلى ٨٠ ألف مصلٍ.

٤.) الفسيفساء والمنحوتات المغربية: مزيج من الفن والروحانيات
Masjid Hasan II Casablanca (2)يزدان مسجد الحسن الثاني بالنقوش الخشبية والخط العربي والفسيفساء المغربية التي أنجزها أكثر من ١٠,٠٠٠ حرفي. يعكس هذا الجمال قيمة الإحسان في الإسلام، حيث يجب أن يعكس كل جانب من جوانب الحياة، بما في ذلك الفن، الكمال والجمال:

”إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ“. (هـ. مسلم)

فالفن في الإسلام ليس جماليًا فحسب، بل هو أيضًا وسيلة للتقرب إلى الله تعالى. فجمال هذا المسجد دليل على أن الإسلام يقدّر السمو في كل تفاصيل الحياة.

مسجد الحسن الثاني ليس مجرد مبنى، بل هو مظهر من مظاهر عظمة الإسلام في العصر الحديث. بمآذنه الشاهقة، وموقعه على المحيط، وانفتاحه على النور، وجماله المعماري الذي يعكس الإحسان، فإن المسجد رسالة بأن الإسلام ليس دينًا ثابتًا، بل هو في تطور مستمر وبناء ونور للحضارة الإنسانية.

وكما كانت المساجد في يوم من الأيام مركزاً للحضارة الإسلامية، فإن مسجد الحسن الثاني دليل على أن الإسلام لا يزال شامخاً يتطلع إلى المستقبل بعظمة وحكمة. *RMr


للاطلاع على آخر الأخبار والمزيد من المعلومات، يرجى الدخول إلى:

WA Channels Perpus
Go Library Perpus

العلامات :